إنَّنا بحاجة إلى أن نجيد فنَّ الحياة. وقبل أن نجيد هذا الفن، لن تصلح لنا دنيا ولن يصلح بنا دين.
لهذا: اسأل نفسك هل تجيد فنّ الحياة؟
وللإجابة لا بُدَّ من أن تكونَ روحُكُ روحاً مرنة، تستعدُّ لجميع الظُروف المحيطة بك.
لذا: كن أنت الفنان وارسم شكلك وشخصيَّتك.
وإيّاك ثم إيّاك أن تكون مجرّد فرشاة وألوان تُستخدم في رسم شخصيتك.
ولا تسمح لنفسك بالضَّعف وكن قويّاً نافعاً لنفسك وأهلك ودينك.
وعلم: أنَّ لهذه الحياة شروطاً لكي تستطيع الاشتراك في خضمَّ عنانها؛ وهي:
القناعة في التغيير، المهمة العالية التي تملكها، الثقة المطلقة بنفسك.
فقم إلى الحياة بروح الفنَّان الغريد، واكتب على صفحاتها أحلى ذكرياتك الجميلة، وخلّد معاني الحبّ بها، وكن مبتسماً، متفائلاً، مقبلاً عليها إقبال الهُمام، وإيّاك أن يغرَّك ما فات منها، فإنَّها ما زالت بيضاء ناصعة، تحتاج لقلمي أن يكتب بها ويأبى أن يغمد في غمده.
وتطَّلع إلى المستقبل ولا تلتفت إلى كبوات الماضي؛ لأنّها سُلَّم إلى الحاضر ومستقبل غَدِك.
ألا تعلم: أن الحياة أحوج ما تكون إلى:
- همّة عالية.
- ابتسامة صافية نقية.
- قلب يخفق بحرارة وحب.
- وتفاؤل دائم.
- والصدق مع الله ومع الذات.
لأنَّ الهدف من الحياة: هو اكتشاف مواهبك التي مُنحت لك.
ووظيفتُك في هذه الحياة: أن تعمل على تنميتها وتطويرها.
ألا تعلم أنَّ سرَّها: هو أنَّه ليس لها أسرار، وإذا كان لها أسرار هو بأن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.
لأنَّ الحياة كالحسناء، إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغبت عنها سعت إليك.
نظرتك للحياة:
- هل تريد السَّعادة الحقَّة؟
- هل تريد أن تخرج ما تخبؤه في صندوقك الدَّاخلي؟
- هل تريد أن تكون نجماً مُضيئاً في سماء الكون؟
إذاً: ما عليك إلاَّ:
أن تخلع نظَّارتك السَّوداء عن عينيك الجميلتين، لترى النُّور ساطعاً، ترى منه النُّور يشعُّ عليك من بوابته الكبرى (الدنيا).
وأن تنظر إلى الجوانب المشرقة من حياتك لتعبر من خلال هذه الإشراقة، بوّابةّ الحياة الكبيرة التي سوف توصلك إلى برّ الأمان والاطمئنان والسَّعادة والسَّلام.
وقبل أن تبدأ في نزع شجرة الشّر في الآخرين، ابحث عن شجرة الخير واسقيها.
وحَذَارِ حذارِ منَ النَّظرةِ السَّوداويَّة للجانب الذي تراه جانباً سوداويّاً في حياتك، فإيَّاكَ أن تحاول فتح نوافذه، واجعل بابه موصداً بأقفالٍ لا يستطيع أحدٌ أَن يفتحها إلاَّك، وذلك عندما تشرع أشعة النور وتنسف ظلامك الدامس.
انظر للنّور دائماً عبر أشعته المشرقة فيك، وإيّاك أن تنظر للظلام حتى لا تقف على لعنته وشتمه ليل نهارٍ.
حدد هدفك في الحياة:
- ما الخطَّة التي تريد إنجازها في هذه الحياة؟
- ما هدفُك الذي تسعى لحصوله، ونيل مآربه؟
- إذا كنت طالباً، ما هدفك في نهاية مطافك هذا؟
- إذا كنت عالماً، ما المرتبة التي تريد الوصول إليها؟
- إذا كنت طبيباً، ونلت أعلى الشَّهادات، ما هي النَّهاية التي تبغي الوصول إليها في آخر أمرك؟
- إذا كنت مهندساً قي أيَّ تخصص كنت، ما الهدف من حياتك التي تنال سرّاءَها وضرّاءَها؟
- إذا كنت عاملاً بسيطاً، هل يكمن عملك بأن تكون أجيراً عند أحدٍ طوال عمرك، أم ترغب أن تكون ربَّ عملٍ في المستقبل؟
هذا ما سوف يجيبك عنه الدكتور ديفيد نيفن:
أنت لم توجد في هذه الحياة لمجرد ملءِ فراغٍ أو لتكون ظلاً في فلمٍ لشخصٍ آخر، لنفكَّر فيما يلي:
لا شيء يمكن أن يكون هو ذاته لو أنَّك لم توجد في هذه الحياة، فكلُّ مكان ذهبت إليه، وكلُّ شخصٍ تحدَّثت إليه سيكون مختلفاً في حال عدم وجودك.
المصدر: كتاب اصنع حياتك
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق